Oleh: zain-ys
Apakah Sampai Amalan Orang Hidup Kepada Si Mati: Satu Studi Perbandingan
Oleh: Zain Y.S (al-ahkam.net)
Pendahuluan:
Berikut ini adalah petikan yang kami ringkaskan dari kitab Syarah Aqidah al-Thahawiyah:
(1) Apakah sampai amalan orang hidup kepada si mati?
Seluruh ahlus sunnah wal jamaah telah bersepakat mengatakan bahawa si mati dapat manfaat dari usaha orang hidup melalui dua perkara:
1. Sebab-sebab yang dilakukan oleh si mati ketika hidupnya.
Manakala para ulama lain pada umumnya mengatakan bahawa pahala haji dapat kepada mereka yg dihajikan. Dan, inilah pendapat yg sahih.
(2) Bagaimana dengan ibadah badaniyah? Apakah sampai?
Ibadah badaniyah pula seperti puasa, sembahyang, bacaan al-Quran dan zikir, terdapat beberapa pendapat:
Golongan 1:
(3) Dalil
Dalil di sekitar golongan yang mengatakan bahawa si mati memperoleh manfaat dari amalan orang hidup:
a. Mendapat manfaat tanpa sebab-sebab yang dibuat olehnya semasa hidup:
1. Firman Allah Taala: (Al-Hasyr: 10)
Dalam ayat ini menunjukkan si mati memperoleh manfaat dari istighfar orang hidup.
Inilah pandangan Sheikh Ahmad bin Abdul Halim ibn Taimiah, lihat: Majmu’ Fatwa Jilid 24/306-313. (Lihat teks fatwanya di akhir artikel ini)
Kenapa Tidak Sampai?
Petikan Dari Raddul Muhtar: Sampai Atau Tidak
Menurut yang tercatat di dalam kitab Raddul Muhtar oleh Ibnu Abidiin:
Di dalamnya menyebutkan bahawa seseorang itu boleh menyedekahkan pahala amalannya kepada orang lain seperti sembahyang, puasa, sedekah dan lainnya.
Menurutnya lagi, inilah pegangan mazhab Ahlus Sunnah Wal Jamaah. Cuma Malik dan yang masyhur dari al-Syafi’i berpendapat bahawa ibadah badaniyah tidak sampai pahalanya kepada si mati, seperti sembahyang dan bacaan al-Quran.
Walaupun begitu, ulama-ulama mutaakhirin dari mazhab syafi’I (Syafi’iyah) mengatakan bahawa pahala ibadah badaniyah sampai kepada si mati dengan beberapa perincian.
Golongan muktazilah pula menyalahi pendapat Ahlus Sunnah dalam semua keadaan, baik ibadah badaniyah atau lainnya. Ia bermaksud tidak sampai pahala dari amalan orang hidup kepada si mati. (Raddul Muhtar versi Internet, lihat di:http://feqh.al-islam.com/Feqh/)
Pelbagai Masalah Sekitar Manfaat Amalan Hidup Untuk Si Mati
Juga hadis Rasulullah s.a.w.:
Juga Hadis ini:
Hadis ini juga:
Rasulullah s.a.w. telah berkat kepada orang yang bertanya:
Dalam masalah ini, mereka terbahagi kepada dua golongan:
Golongan 1:
Sampai Atau Tidak: Pendapat Hasan Bandung
Berikut ini adalah pendapat beliau:
Soal:
Jawab:
Sekian
Teks fatwa Syeikh Ahmad bin Abdul Halim Ibn Taimiah (lihat: Majmu’ Fatwa Jilid 24/306-313)
مجموع فتاوى ابن تيمية - (ج 5 / ص 466)
وَسُئِلَ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى عَنْ قَوْله تَعَالَى { وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إلَّا مَا سَعَى } وَقَوْلِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ { إذَا مَاتَ ابْنُ آدَمَ انْقَطَعَ عَمَلُهُ إلَّا مِنْ ثَلَاثٍ صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ } فَهَلْ يَقْتَضِي ذَلِكَ إذَا مَاتَ لَا يَصِلُ إلَيْهِ شَيْءٌ مِنْ أَفْعَالِ الْبِرِّ ؟ .
الْجَوَابُ
فَأَجَابَ : الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ . لَيْسَ فِي الْآيَةِ وَلَا فِي الْحَدِيثِ أَنَّ الْمَيِّتَ لَا يَنْتَفِعُ بِدُعَاءِ الْخَلْقِ لَهُ وَبِمَا يُعْمَلُ عَنْهُ مِنْ الْبِرِّ بَلْ أَئِمَّةُ الْإِسْلَامِ مُتَّفِقُونَ عَلَى انْتِفَاعِ الْمَيِّتِ بِذَلِكَ وَهَذَا مِمَّا يُعْلَمُ بِالِاضْطِرَارِ مِنْ دِينِ الْإِسْلَامِ وَقَدْ دَلَّ عَلَيْهِ الْكِتَابُ وَالسُّنَّةُ وَالْإِجْمَاعُ فَمَنْ خَالَفَ ذَلِكَ كَانَ مِنْ أَهْلِ الْبِدَعِ . قَالَ اللَّهُ تَعَالَى : { الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ } { رَبَّنَا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدْتَهُمْ وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ إنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ } { وَقِهِمُ السَّيِّئَاتِ وَمَنْ تَقِ السَّيِّئَاتِ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمْتَهُ } . فَقَدْ أَخْبَرَ سُبْحَانَهُ أَنَّ الْمَلَائِكَةَ يَدْعُونَ لِلْمُؤْمِنِينَ بِالْمَغْفِرَةِ وَوِقَايَةِ الْعَذَابِ وَدُخُولِ الْجَنَّةِ وَدُعَاءُ الْمَلَائِكَةِ لَيْسَ عَمَلًا لِلْعَبْدِ . وَقَالَ تَعَالَى : { وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ } وَقَالَ الْخَلِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ رَبِّ { اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ } وَقَالَ نُوحٌ عَلَيْهِ السَّلَامُ { رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ } فَقَدْ ذَكَرَ اسْتِغْفَارَ الرُّسُلِ لِلْمُؤْمِنِينَ أَمْرًا بِذَلِكَ وَإِخْبَارًا عَنْهُمْ بِذَلِكَ . وَمِنْ السُّنَنِ الْمُتَوَاتِرَةِ الَّتِي مَنْ جَحَدَهَا كَفَرَ : صَلَاةُ الْمُسْلِمِينَ عَلَى الْمَيِّتِ وَدُعَاؤُهُمْ لَهُ فِي الصَّلَاةِ . وَكَذَلِكَ شَفَاعَةُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَإِنَّ السُّنَنَ فِيهَا مُتَوَاتِرَةٌ بَلْ لَمْ يُنْكِرُ شَفَاعَتَهُ لِأَهْلِ الْكَبَائِرِ إلَّا أَهْلُ الْبِدَعِ بَلْ قَدْ ثَبَتَ أَنَّهُ يَشْفَعُ لِأَهْلِ الْكَبَائِرِ وَشَفَاعَتُهُ دُعَاؤُهُ وَسُؤَالُهُ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى . فَهَذَا وَأَمْثَالُهُ مِنْ الْقُرْآنِ وَالسُّنَنِ الْمُتَوَاتِرَةِ وَجَاحِدُ مِثْلِ ذَلِكَ كَافِرٌ بَعْدَ قِيَامِ الْحُجَّةِ عَلَيْهِ . وَالْأَحَادِيثُ الصَّحِيحَةُ فِي هَذَا الْبَابِ كَثِيرَةٌ مِثْلُ مَا فِي الصِّحَاحِ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا - { أَنَّ رَجُلًا قَالَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إنَّ أُمِّي تُوُفِّيَتْ أَفَيَنْفَعُهَا أَنْ أَتَصَدَّقَ عَنْهَا ؟ قَالَ : نَعَمْ قَالَ : إنَّ لِي مَخْرَفًا - أَيْ بُسْتَانًا - أُشْهِدُكُمْ أَنِّي تَصَدَّقْت بِهِ عَنْهَا } وَفِي الصَّحِيحَيْنِ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا { أَنَّ رَجُلًا قَالَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إنَّ أُمِّي افْتَلَتَتْ نَفْسَهَا وَلَمْ تُوصِ وَأَظُنُّهَا لَوْ تَكَلَّمَتْ تَصَدَّقَتْ فَهَلْ لَهَا أَجْرٌ إنْ تَصَدَّقْت عَنْهَا ؟ قَالَ : نَعَمْ } . وَفِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ { أَنَّ رَجُلًا قَالَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إنَّ أَبِي مَاتَ وَلَمْ يُوصِ أَيَنْفَعُهُ إنْ تَصَدَّقْت عَنْهُ ؟ قَالَ : نَعَمْ } . وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ العاص : { أَنَّ العاص بْنَ وَائِلٍ نَذَرَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ أَنْ يَذْبَحَ مِائَةَ بَدَنَةٍ وَأَنَّ هِشَامَ بْنَ العاص نَحَرَ حِصَّتَهُ خَمْسِينَ وَأَنَّ عَمْرًا سَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ ذَلِكَ فَقَالَ : أَمَّا أَبُوك فَلَوْ أَقَرَّ بِالتَّوْحِيدِ فَصُمْت عَنْهُ أَوْ تَصَدَّقْت عَنْهُ نَفَعَهُ ذَلِكَ } وَفِي سُنَنِ الدارقطني : أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ إنَّ لِي أَبَوَيْنِ وَكُنْت أَبَرُّهُمَا حَالَ حَيَاتِهِمَا . فَكَيْفَ بِالْبِرِّ بَعْدَ مَوْتِهِمَا ؟ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ { إنَّ مِنْ بَعْدِ الْبِرِّ أَنْ تُصَلِّيَ لَهُمَا مَعَ صَلَاتِك وَأَنْ تَصُومَ لَهُمَا مَعَ صِيَامِك وَأَنْ تَصَدَّقَ لَهُمَا مَعَ صَدَقَتِك } . وَقَدْ ذَكَرَ مُسْلِمٌ فِي أَوَّلِ كِتَابِهِ عَنْ أَبِي إسْحَاقَ الطالقاني قَالَ : قُلْت لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُبَارَكِ : يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحَدِيثُ الَّذِي جَاءَ { إنَّ الْبِرَّ بَعْدَ الْبِرِّ أَنْ تُصَلِّيَ لِأَبَوَيْك مَعَ صَلَاتِك وَتَصُومَ لَهُمَا مَعَ صِيَامِك ؟ } قَالَ عَبْدُ اللَّهِ : يَا أَبَا إسْحَاقَ عَمَّنْ هَذَا ؟ قُلْت لَهُ : هَذَا مِنْ حَدِيثِ شِهَابِ بْنِ خِرَاشٍ قَالَ : ثِقَةٌ قُلْت : عَمَّنْ ؟ قَالَ عَنْ الْحَجَّاجِ بْنِ دِينَارٍ . فَقَالَ : ثِقَةٌ عَمَّنْ ؟ قُلْت : عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : يَا أَبَا إسْحَاقَ إنَّ بَيْنَ الْحَجَّاجِ وَبَيْنَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَفَاوِزَ تُقْطَعُ فِيهَا أَعْنَاقُ الْمَطِيِّ وَلَكِنْ لَيْسَ فِي الصَّدَقَةِ اخْتِلَافٌ ، وَالْأَمْرُ كَمَا ذَكَرَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ فَإِنَّ هَذَا الْحَدِيثَ مُرْسَلٌ . وَالْأَئِمَّةُ اتَّفَقُوا عَلَى أَنَّ الصَّدَقَةَ تَصِلُ إلَى الْمَيِّتِ وَكَذَلِكَ الْعِبَادَاتُ الْمَالِيَّةُ : كَالْعِتْقِ . وَإِنَّمَا تَنَازَعُوا فِي الْعِبَادَاتِ الْبَدَنِيَّةِ : كَالصَّلَاةِ وَالصِّيَامِ وَالْقِرَاءَةِ وَمَعَ هَذَا فَفِي الصَّحِيحَيْنِ عَنْ عَائِشَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا - عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : { مَنْ مَاتَ وَعَلَيْهِ صِيَامٌ صَامَ عَنْهُ وَلِيُّهُ } وَفِي الصَّحِيحَيْنِ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - { أَنَّ امْرَأَةً قَالَتْ يَا رَسُولَ اللَّهِ إنَّ أُمِّي مَاتَتْ وَعَلَيْهَا صِيَامُ نَذْرٍ قَالَ : أَرَأَيْت إنْ كَانَ عَلَى أُمِّك دَيْنٌ فقضيتيه أَكَانَ يُؤَدِّي ذَلِكَ عَنْهَا ؟ قَالَتْ : نَعَمْ قَالَ : فَصُومِي عَنْ أُمِّك . } وَفِي الصَّحِيحِ عَنْهُ : { أَنَّ امْرَأَةً جَاءَتْ إلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ : إنَّ أُخْتِي مَاتَتْ وَعَلَيْهَا صَوْمُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ قَالَ : أَرَأَيْت لَوْ كَانَ عَلَى أُخْتِك دَيْنٌ أَكُنْت تَقْضِيهِ ؟ قَالَتْ : نَعَمْ قَالَ فَحَقُّ اللَّهِ أَحَقُّ } وَفِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بريدة بْنِ حصيب عَنْ أَبِيهِ : { أَنَّ امْرَأَةً أَتَتْ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ : إنَّ أُمِّي مَاتَتْ وَعَلَيْهَا صَوْمُ شَهْرٍ أَفَيُجْزِي عَنْهَا أَنْ أَصُومَ عَنْهَا قَالَ : نَعَمْ } . فَهَذِهِ الْأَحَادِيثُ الصَّحِيحَةُ صَرِيحَةٌ فِي أَنَّهُ يُصَامُ عَنْ الْمَيِّتِ مَا نَذَرَ وَأَنَّهُ شُبِّهَ ذَلِكَ بِقَضَاءِ الدَّيْنِ . وَالْأَئِمَّةُ تَنَازَعُوا فِي ذَلِكَ وَلَمْ يُخَالِفْ هَذِهِ الْأَحَادِيثَ الصَّحِيحَةَ الصَّرِيحَةَ مَنْ بَلَغَتْهُ وَإِنَّمَا خَالَفَهَا مَنْ لَمْ تَبْلُغْهُ وَقَدْ تَقَدَّمَ حَدِيثُ عَمْرٍو بِأَنَّهُمْ إذَا صَامُوا عَنْ الْمُسْلِمِ نَفَعَهُ . وَأَمَّا الْحَجُّ فَيُجْزِي عِنْدَ عَامَّتِهِمْ لَيْسَ فِيهِ إلَّا اخْتِلَافٌ شَاذٌّ . وَفِي الصَّحِيحَيْنِ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا { أَنَّ امْرَأَةً مِنْ جُهَيْنَةَ جَاءَتْ إلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ : إنَّ أُمِّي نَذَرَتْ أَنْ تَحُجَّ فَلَمْ تَحُجَّ حَتَّى مَاتَتْ أَفَأَحُجُّ عَنْهَا ؟ فَقَالَ : حُجِّي عَنْهَا أَرَأَيْت لَوْ كَانَ عَلَى أُمِّك دَيْنٌ أَكُنْت قَاضِيَتُهُ عَنْهَا ؟ اقْضُوا اللَّهَ فَاَللَّهُ أَحَقُّ بِالْوَفَاءِ } وَفِي رِوَايَةِ الْبُخَارِيِّ : { إنَّ أُخْتِي نَذَرَتْ أَنْ تَحُجَّ } وَفِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ عَنْ بريدة { أَنَّ امْرَأَةً قَالَتْ : يَا رَسُولَ اللَّهِ إنَّ أُمِّي مَاتَتْ وَلَمْ تَحُجَّ أَفَيُجْزِي - أَوْ يَقْضِي - أَنْ أَحُجَّ عَنْهَا قَالَ : نَعَمْ } . فَفِي هَذِهِ الْأَحَادِيثِ الصَّحِيحَةِ : " أَنَّهُ أَمَرَ بِحَجِّ الْفَرْضِ عَنْ الْمَيِّتِ وَبِحَجِّ النَّذْرِ " . كَمَا أَمَرَ بِالصِّيَامِ . وَأَنَّ الْمَأْمُورَ تَارَةً يَكُونُ وَلَدًا وَتَارَةً يَكُونُ أَخًا وَشَبَّهَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَلِكَ بِالدَّيْنِ يَكُونُ عَلَى الْمَيِّتِ ، وَالدَّيْنُ يَصِحُّ قَضَاؤُهُ مِنْ كُلِّ أَحَدٍ فَدَلَّ عَلَى أَنَّهُ يَجُوزُ أَنْ يَفْعَلَ ذَلِكَ مِنْ كُلِّ أَحَدٍ لَا يَخْتَصُّ ذَلِكَ بِالْوَلَدِ . كَمَا جَاءَ مُصَرَّحًا بِهِ فِي الْأَخِ . فَهَذَا الَّذِي ثَبَتَ بِالْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ وَالْإِجْمَاعِ عِلْمٌ مُفَصَّلٌ مُبَيَّنٌ ، فَعُلِمَ أَنَّ ذَلِكَ لَا يُنَافِي قَوْلَهُ : { وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إلَّا مَا سَعَى } { إذَا مَاتَ ابْنُ آدَمَ انْقَطَعَ عَمَلُهُ إلَّا مِنْ ثَلَاثٍ } بَلْ هَذَا حَقٌّ وَهَذَا حَقٌّ . أَمَّا الْحَدِيثُ فَإِنَّهُ قَالَ : { انْقَطَعَ عَمَلُهُ إلَّا مِنْ ثَلَاثٍ : صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ } فَذِكْرُ الْوَلَدِ وَدُعَاؤُهُ لَهُ خَاصَّيْنِ ؛ لِأَنَّ الْوَلَدَ مِنْ كَسْبِهِ كَمَا قَالَ : { مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ } قَالُوا : إنَّهُ وَلَدُهُ ، وَكَمَا قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ { إنَّ أَطْيَبَ مَا أَكَلَ الرَّجُلُ مِنْ كَسْبِهِ وَإِنَّ وَلَدَهُ مِنْ كَسْبِهِ } . فَلَمَّا كَانَ هُوَ السَّاعِيَ فِي وُجُودِ الْوَلَدِ كَانَ عَمَلُهُ مِنْ كَسْبِهِ بِخِلَافِ الْأَخِ وَالْعَمِّ وَالْأَبِ وَنَحْوِهِمْ . فَإِنَّهُ يَنْتَفِعُ أَيْضًا بِدُعَائِهِمْ بَلْ بِدُعَاءِ الْأَجَانِبِ لَكِنْ لَيْسَ ذَلِكَ مِنْ عَمَلِهِ . وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : { انْقَطَعَ عَمَلُهُ إلَّا مِنْ ثَلَاثٍ . . } لَمْ يَقُلْ : إنَّهُ لَمْ يَنْتَفِعْ بِعَمَلِ غَيْرِهِ . فَإِذَا دَعَا لَهُ وَلَدُهُ كَانَ هَذَا مِنْ عَمَلِهِ الَّذِي لَمْ يَنْقَطِعْ وَإِذَا دَعَا لَهُ غَيْرُهُ لَمْ يَكُنْ مِنْ عَمَلِهِ لَكِنَّهُ يَنْتَفِعُ بِهِ . وَأَمَّا الْآيَةُ فَلِلنَّاسِ عَنْهَا أَجْوِبَةٌ مُتَعَدِّدَةٌ . كَمَا قِيلَ : إنَّهَا تَخْتَصُّ بِشَرْعِ مَنْ قَبْلَنَا وَقِيلَ : إنَّهَا مَخْصُوصَةٌ وَقِيلَ : إنَّهَا مَنْسُوخَةٌ وَقِيلَ : إنَّهَا تَنَالُ السَّعْيَ مُبَاشَرَةً وَسَبَبًا ، وَالْإِيمَانُ مِنْ سَعْيِهِ الَّذِي تَسَبَّبَ فِيهِ ، وَلَا يَحْتَاجُ إلَى شَيْءٍ مِنْ ذَلِكَ بَلْ ظَاهِرُ الْآيَةِ حَقٌّ لَا يُخَالِفُ بَقِيَّةَ النُّصُوصِ ، فَإِنَّهُ قَالَ : { لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إلَّا مَا سَعَى } وَهَذَا حَقٌّ فَإِنَّهُ إنَّمَا يَسْتَحِقُّ سَعْيَهُ فَهُوَ الَّذِي يَمْلِكُهُ وَيَسْتَحِقُّهُ . كَمَا أَنَّهُ إنَّمَا يَمْلِكُ مِنْ الْمَكَاسِبِ مَا اكْتَسَبَهُ هُوَ . وَأَمَّا سَعْيُ غَيْرِهِ فَهُوَ حَقٌّ وَمِلْكٌ لِذَلِكَ الْغَيْرِ لَا لَهُ لَكِنْ هَذَا لَا يَمْنَعُ أَنْ يَنْتَفِعَ بِسَعْيِ غَيْرِهِ كَمَا يَنْتَفِعُ الرَّجُلُ بِكَسْبِ غَيْرِهِ . فَمَنْ صَلَّى عَلَى جِنَازَةٍ فَلَهُ قِيرَاطٌ فَيُثَابُ الْمُصَلِّي عَلَى سَعْيِهِ الَّذِي هُوَ صَلَاتُهُ وَالْمَيِّتُ أَيْضًا يُرْحَمُ بِصَلَاةِ الْحَيِّ عَلَيْهِ كَمَا قَالَ : { مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَمُوتُ فَيُصَلِّي عَلَيْهِ أُمَّةٌ مِنْ الْمُسْلِمِينَ يَبْلُغُونَ أَنْ يَكُونُوا مِائَةً وَيُرْوَى أَرْبَعِينَ وَيُرْوَى ثَلَاثَةَ صُفُوفٍ وَيُشَفَّعُونَ فِيهِ إلَّا شُفِّعُوا فِيهِ - أَوْ قَالَ إلَّا غُفِرَ لَهُ - } فَاَللَّهُ تَعَالَى يُثِيبُ هَذَا السَّاعِيَ عَلَى سَعْيِهِ الَّذِي هُوَ لَهُ وَيَرْحَمُ ذَلِكَ الْمَيِّتَ بِسَعْيِ هَذَا الْحَيِّ لِدُعَائِهِ لَهُ وَصَدَقَتِهِ عَنْهُ وَصِيَامِهِ عَنْهُ وَحَجِّهِ عَنْهُ . وَقَدْ ثَبَتَ فِي الصَّحِيحِ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ : { مَا مِنْ رَجُلٍ يَدْعُو لِأَخِيهِ دَعْوَةً إلَّا وَكَّلَ اللَّهُ بِهِ مَلَكًا كُلَّمَا دَعَا لِأَخِيهِ دَعْوَةً قَالَ الْمَلَكُ الْمُوَكَّلُ بِهِ : آمِينَ ، وَلَك بِمِثْلِهِ } . فَهَذَا مِنْ السَّعْيِ الَّذِي يَنْفَعُ بِهِ الْمُؤْمِنُ أَخَاهُ يُثِيبُ اللَّهُ هَذَا وَيَرْحَمُ هَذَا ، { وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إلَّا مَا سَعَى } وَلَيْسَ كُلُّ مَا يَنْتَفِعُ بِهِ الْمَيِّتُ أَوْ الْحَيُّ أَوْ يُرْحَمُ بِهِ يَكُونُ مِنْ سَعْيِهِ بَلْ أَطْفَالُ الْمُؤْمِنِينَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ مَعَ آبَائِهِمْ بِلَا سَعْيٍ فَاَلَّذِي لَمْ يَجُزْ إلَّا بِهِ أَخَصُّ مِنْ كُلِّ انْتِفَاعٍ ؛ لِئَلَّا يَطْلُبَ الْإِنْسَانُ الثَّوَابَ عَلَى غَيْرِ عَمَلِهِ وَهُوَ كَالدَّيْنِ يُوَفِّيهِ الْإِنْسَانُ عَنْ غَيْرِهِ فَتَبْرَأُ ذِمَّتُهُ لَكِنْ لَيْسَ لَهُ مَا وَفَّى بِهِ الدَّيْنَ وَيَنْبَغِي لَهُ أَنْ يَكُونَ هُوَ الْمُوَفِّي لَهُ وَاَللَّهُ أَعْلَمُ .
Kategori Berita:
Al-Quran dan al-Hadis
http://www.al-ahkam.net/home/pahala-al-fatihah-sampai-kepada-si-mati
Gambar hiasan aje |
Saya telah menyusun artikel yang serba kekurangan di bawah ini lebih kurang 10 tahun yang lalu. Ia pernah disebarkan dan pernah dimasukkan di al-ahkam.net, namun ia tenggelam dengan timbunan artikel-artikel lain.
Baru-baru ini, saya menerima beberapa SMS dan beberapa email dari sahabat yang meminta kepastian tentang jawapan al-Fadhil Dr Abu Anas Abd Basit Abd Rahman di rancangan Tanyalah Ustaz TV9 berkenaan sampai ataupun tidak al-Fatihah kepada si mati. Saya tidak berkesempatan menonton rancangan itu. Namun, Dr Abu Anas, menurut cerita mereka menjawab bahawa pahalanya sampai kepada si mati. Beliau menisbahkan pendapat ini kepada Syeikhul Islam Ibnu Taimiyah dan al-Imam Ibnu Qaiyyim rhm.
Keesokan harinya, saya sempat menonton rancangan Tanyalah Ustaz bersama Dr Abu Anas. Dan beliau ditanya soalan yang sama, nampaknya memang benarlah itulah jawapan yang diberikannya.
Oleh kerana saya jahil dan tidak pandai dalam selok belok perkara ini, maka saya teringatlah artikel yang saya petik, cedok dan terjemah dari pelbagai kitab. Di dalamnya mengandungi pelbagai mazhab dan pandangan ulama berkaitan masalah sampai atau tidak amalan orang hidup kepada si mati. Dan untuk memperoleh kepastian sekurang-kurangnya secara garis besarnya isi kandungan artikel berkenaan tidak lari dari petikan-petikan asal, maka saya dengan rasa rendah diri mengajukannya kepada al-Fadhil Dr Abu Anas sendiri untuk disemak, dikoreksi, dikurangkan mana yang patut atau ditambah mana yang kurang. Dan alhamdulillah, beliau sudi menyemaknya dan melakukan koreksi dan penambahan.
Artikel ini sebagai sokongan kepada jawapan yang diberikan oleh Dr Abu Anas tentang sampai atau tidak bacaan al-Fatihah dsbgnya kepada si mati.
Semoga artikel ini bermanfaat dan untuk menjadikannya lebih bermanfaat lagi, sebarkanlah ia seluas mungkin.
Apakah Sampai Amalan Orang Hidup Kepada Si Mati: Satu Studi Perbandingan
Oleh: Zain Y.S (al-ahkam.net)
Note: Versi ini telah disemak, dikoreksi dan dilakukan penambahan oleh Dr Abu Anas Abd Basit Abd Rahman. Tulisan yang berwarna merah adalah koreksi atau pembetulan dari beliau. Dan teks petikan Majmuk Fatwa Sheikh Ahmad bin Abdul Halim ibn Taimiah juga penambahan dari beliau. Terima kasih dan penghargaan kepada beliau kerana sudi meluangkan masa untuk tujuan ini.
Pendahuluan:
1. Dapat kita lihat bahawa melalui penjelasan di bawah ini nanti, secara ringkasnya, semua ulama dari kalangan Ahlus Sunnah Wal Jamaah bersetuju bahawa amalan orang hidup sampai kepada orang mati (si mati). Cuma terdapat beberapa perbedaaan kecil yang berlaku. Umpamanya, Malik dan al-Syafi'i mengatakan bahawa ibadah badaniyah seperti sembahyang dan puasa tidak sampai. Namun, di kalangan Syafi'iyah mutaakhir mengatakan amalan berkenaan sampai.
2. Untuk perhatian pembaca, perbahasan berkaitan tajuk ini hanya di sekitar sama ada sampai atau tidak pahala amalan orang hidup untuk si mati. Artikel ini sama sekali tidak membahaskan kaifiat atau tatacara atau bagaimana cara untuk menyampaikan pahala itu kepada si mati. Contohnya, artikel ini tidak membahas boleh atau tidak amalan tahlilan, upacara mengirim arwah, yasinan dan sebagainya yang diamalkan oleh masyarakat kita.
3. Ini bermakna, sampai atau tidaknya amalan orang kepada si mati adalah satu perkara dan manakala tata cara untuk menyampaikannya seperti yasinan, tahlilan dan sebagainya adalah satu hal yang lain pula.
4. Bila seseorang itu berpegang dengan pendapat bahawa pahala sampai kepada si mati, tidak bermakna beliau membolehkan amalan seperti upacara kirim arwah, yasinan dan tahlilan.
5. Boleh atau tidaknya amalan berkenaan memerlukan satu perbahasan lain yang panjang lebar.
Berikut ini adalah petikan yang kami ringkaskan dari kitab Syarah Aqidah al-Thahawiyah:
(1) Apakah sampai amalan orang hidup kepada si mati?
Seluruh ahlus sunnah wal jamaah telah bersepakat mengatakan bahawa si mati dapat manfaat dari usaha orang hidup melalui dua perkara:
1. Sebab-sebab yang dilakukan oleh si mati ketika hidupnya.
2. Doa kaum muslimin, istighfar mereka kepada si mati, sedekah dan haji. Cuma, haji mereka memperselisihkannya, apakah sampai manfaatnya kepada si mati ataupun tidak?
Dalam hal ini, Muhamad bin al-Hasan menolak sampainya manfaat dari haji. Beliau mengatakan: "Hanya sanya, sampai kepada si mati pahala sedekah. Manakala pahala haji adalah kepada orang yang mengerjakannya.”
Manakala para ulama lain pada umumnya mengatakan bahawa pahala haji dapat kepada mereka yg dihajikan. Dan, inilah pendapat yg sahih.
(2) Bagaimana dengan ibadah badaniyah? Apakah sampai?
Ibadah badaniyah pula seperti puasa, sembahyang, bacaan al-Quran dan zikir, terdapat beberapa pendapat:
Golongan 1:
Abu Hanifah, Ahmad dan jumhur ulama salaf mengatakan bahawa ia sampai kepada si mati.
Golongan 2:
Pendapat masyhur mazhab Syafi'i dan Malik mengatakan tidak sampai kepada si mati.
Golongan 3:
Ahli bid'ah dari kalangan ahli kalam mengatakan tidak satu apapun yang dapat sampai kepada si mati, sama ada doa kaum muslimin atau selainnya. Pendapat mereka ini dapat ditolak dengan al-Quran dan al-Hadis.
(3) Dalil
Dalil di sekitar golongan yang mengatakan bahawa si mati memperoleh manfaat dari amalan orang hidup:
a. Mendapat manfaat tanpa sebab-sebab yang dibuat olehnya semasa hidup:
1. Firman Allah Taala: (Al-Hasyr: 10)
"dan orang-orang (Islam) Yang datang kemudian daripada mereka (berdoa dengan) berkata: "Wahai Tuhan kami! ampunkanlah dosa Kami dan dosa saudara-saudara Kami Yang mendahului Kami Dalam iman, dan janganlah Engkau jadikan Dalam hati perasaan hasad dengki dan dendam terhadap orang-orang Yang beriman. Wahai Tuhan kami! Sesungguhnya Engkau amat melimpah belas kasihan dan RahmatMu".
Dalam ayat ini menunjukkan si mati memperoleh manfaat dari istighfar orang hidup.
2. Terdapat nash-nash yg telah diijmak-kan oleh muslimin bahawa si mati memperoleh manfaat dari doa kaum muslimin di dalam sembahyang jenazah. Begitu juga doa selepas si mati di tanam. Antaranya ialah hadis Abu Daud dari hadis Usman bin Affan r.a., katanya adalah Nabi s.a.w. apabila selesai menanam mayat, baginda s.a.w. berdiri di situ dan bersabda: "Pohonlah keampunan untuk saudaramu. Kamu pohonlah ketetapan kepadanya. Maka sesunggunhya dia sekarang sedang disoal."
Ini termasuklah doa ketika menziarahi kubur sebagaimana yg termaktub di dalam sahih muslim samada dari hari Buraidah bin al-Husaib ataupun dari hadis Aisyah r.a.
b. Dalil yg mengatakan bahawa pahala bersedekah sampai kepada si mati ada disebutkan di dalam sahihain (Bukahri & Muslim). Dari Abdillah bin Abbas r.a., bahawa Sa'd bin Ubadah kematian ibunya ketika ketiadaannya, lalu dia pergi kepada Rasulullah s.a.w. dan berkata: "Wahai Rasulullah s.a.w. sesungguhnya ibuku telah mati ketika aku tiada, apakah dia mendapat manfaat jika aku bersedekah? Baginda s.a.w. menjawab: Ya. (HR Bukhari)
c. Mengenai sampainya pahala berpuasa kepada si mati ada disebutkan di dalam sahihain daripada Aisyah r.a., bahawa Rasulullah s.a.w. telah bersabda: "Barangsiapa yang mati dan masih ada puasa yg belum dikerjakan, maka hendaklah ia dipuasakan (dibayar) oleh walinya."
Namun dalam hal ini, Abu Hanifah mengatakan puasa berkenaan hendaklah digantikan/diqadho' dengan memberi makan kepada fakir miskin bukan dengan berpuasa.
d. Dalil sampainya pahala haji, terdapat di dalam sahih Bukhari daripada Ibnu Abbas r.a.: Bahawa seorang perempuan Juhainah telah menemui Nabi s.a.w., katanya: "Wahai Rasulullah s.a.w. sesungguhnya ibuku telah bernazar utk menunaikan haji, tetapi tidak dapat menunaikannya hinggalah dia mati. Apakah aku perlu menunaikan haji utknya?" Nabi s.a.w bersabda: "Kerjakanlah haji untuknya, apakah engkau tidak melihat jika ibumu mempunyai hutang? Bukankah engakau yg perlu membayarnya? Bayarlah hutang Allah, maka hutang Allah itu lebih berhak ditunaikan." (Lihat: Syarah Aqidah al-Thahawiyah, hal. 449-455 dan Ar-Ruh, karangan Ibn Al-Qayyim ms: 190 masalah: 16)
Inilah pandangan Sheikh Ahmad bin Abdul Halim ibn Taimiah, lihat: Majmu’ Fatwa Jilid 24/306-313. (Lihat teks fatwanya di akhir artikel ini)
Kenapa Tidak Sampai?
Alasan pendapat masyhur mazhab Syafi'i dan Malik yang mengatakan tidak sampai ibadah badaniyah kepada si mati ialah:
1. Dapat lihat bahawa semasa hidup amalan-amalan berkenaan tidak boleh digantikan dan dikerjakan oleh orang lain. Dan, siapa yang mengerjakannya,maka dialah yang akan memperolehi pahalanya. Pahala dari amalan berkenaan tidak dapat bermanfaat kepada orang lain.
2. Hadis mauquf dengan sanad sahih dari Ibnu Abbas, katanya: "Tidak boleh bersembahyang seseorang untuk seorang yang lain, tidak boleh berpuasa untuk seorang yang lain....." (HR Al-Nasa'i).
Petikan Dari Raddul Muhtar: Sampai Atau Tidak
Menurut yang tercatat di dalam kitab Raddul Muhtar oleh Ibnu Abidiin:
Di dalamnya menyebutkan bahawa seseorang itu boleh menyedekahkan pahala amalannya kepada orang lain seperti sembahyang, puasa, sedekah dan lainnya.
Menurutnya lagi, inilah pegangan mazhab Ahlus Sunnah Wal Jamaah. Cuma Malik dan yang masyhur dari al-Syafi’i berpendapat bahawa ibadah badaniyah tidak sampai pahalanya kepada si mati, seperti sembahyang dan bacaan al-Quran.
Walaupun begitu, ulama-ulama mutaakhirin dari mazhab syafi’I (Syafi’iyah) mengatakan bahawa pahala ibadah badaniyah sampai kepada si mati dengan beberapa perincian.
Golongan muktazilah pula menyalahi pendapat Ahlus Sunnah dalam semua keadaan, baik ibadah badaniyah atau lainnya. Ia bermaksud tidak sampai pahala dari amalan orang hidup kepada si mati. (Raddul Muhtar versi Internet, lihat di:http://feqh.al-islam.com/Feqh/)
Pelbagai Masalah Sekitar Manfaat Amalan Hidup Untuk Si Mati
Berikut ini adalah petikan dari al-Feqh al-Islami Wa Adillatuh yang saya ringkaskan. Dan pengarang kitab ini Dr. Wahbah al-Zuhaili telah memetik dari pelbagai kitab mazhab seperti al-Durr al-Mukhtar, Fathul Qadir, Syarah al-Risalah, Syarah al-Kabir, Mughni al-Muhtaj, al-Mughni, Kasyaaf al-Qina'dan al-Muhazab:
Para fuqahak telah bersepakat (ijmak) mengatakan bahawa orang mati memperoleh manfaat dari doa, istighfar orang hidup, sedekahnya dan ibadah badaniyah maliyah seperti haji. Dalilnya adalah firman Allah (Al-Hasyr: 10) dan (Al-Mukmin: 55)
Juga hadis Rasulullah s.a.w.:
Seorang lelaki bertanya: Wahai Rasulullah s.a.w., sesungguhnya ibuku telah mati, apakah dia mendapat manfaat jika aku bersedekah? Baginda s.a.w. menjawab: Ya. (HR Abu Daud, dari Sa'd bin Ubadah)
Juga Hadis ini:
Seorang perempuan telah bertanya Rasulullah s.a.w.: "Wahai Rasulullah s.a.w., sesungguhnya Allah Taala telah memfardukan haji ketika ayahku telah tua, dia tidak mampu untuk menghadapi perjalanan. Apakah aku boleh mengerjakan haji untuknya?" Baginda s.a.w. menjawab: "Jika ayahmu berhutang, apakah engkau boleh menjelaskannya bagi pihaknya?" Perempuan itu menjawab: "Ya." Baginda bersabda: "Maka hutang terhadap Allah lebih berhak dijelaskan." (HR Ahmad & al-Nasa'i dari Abdullah bin al-Zubair).
Hadis ini juga:
Rasulullah s.a.w. telah berkat kepada orang yang bertanya:
"Sesungguhnya ibuku telah mati dan masih ada puasa selama sebulan, apakah aku boleh berpuasa untuknya?" Baginda menjawab: "Ya".
Ibnu Qudamah berkata, semua hadis-hadis di atas itu bertaraf sahih. Ia menjadi dalil bahawa si mati mendapat manfaat terhadap semua bentuk ketaatan dari orang hidup.
Sementara itu, di kalangan para ulama berselisih pendapat mengenai apakah ibadah badaniyah sampai ataupun tidak kepada orang lain? Ibadah badaniyah ialah seperti sembahyang, puasa dan bacaan al-Quran.
Dalam masalah ini, mereka terbahagi kepada dua golongan:
Golongan 1:
Hanafiah, Hanabilah, mutaakhir dari Syafi'iyah dan Malikiyah. Pahala bacaan sampai kepada si mati jika dibaca di hadapannya, atau doa untuk si mati selepas bacaan itu, sekalipun tidak di hadapannya. Kerana tempat bacaan diturunkan rahmat dan berkat, dan doa selepasnya adalah sebagai harapan agar diterima bacaan itu.
Golongan 2:
Mutaqadim (terdahulu) dari kalangan Maliki dan Syafi'iyah (pendapat masyhur), tidak sampai pahala. Namun golongan mutaakhir dari dua mazhab ini mengatakan pahala berkenaan sampai.
Menurut ulama Hanafi: Yang terpilih ialah tidak makruh memperdudukkan (ijlas) pembaca-pembaca supaya membaca di atas kubur. Di dalam bab haji mereka mengatakan bahawa seseorang itu boleh menjadikan pahala amalannya untuk orang lain, sama ada sembahyang, puasa, sedekah atau lain-lainnya. dan, perbuatan itu tidak mengurangkan sedikitpun pahalanya.
Menurut ulama hanbali (Hanabilah): Tidak menjadi kesalahan membaca al-Quran di atas kubur bersandarkan kepada hadis:
"Sesiapa yang masuk ke kawasan kuburan, lalu membaca Yasin, maka Allah meringankan mereka (ahli kubur) pada hari itu, dan bagi pembaca pahala sebanyak kebaikan orang di situ."
Juga hadis: "Barangsiapa yang menziarahi kubur kedua ibubapanya dan membaca di rumahnya atau di kuburnya nescaya diampun dosanya."
Kedua-dua hadis di atas dikatakan sebagai dho'if oleh al-Sayuthi di dalam Jami'-nya.
Ulama maliki (Malikiah) pula mengatakan: Dimakruhkan membaca al-Quran ke atas mayat selepas kematiannya dan di atas kuburnya. Kerana ia bukanlah dari amalan ulama salaf. Namun begitu ulama mutaakhir telah berpendapat, tidak mengapa membaca al-Quran, zikir dan menghadiahkan pahalanya kepada mayat, dan ia akan mendapat pahala itu in sya Allah.
Ulama Syafi'i mutaakhir berpendapat sebagaimana tiga mazhab lainnya, bahawa pahala bacaan sampai kepada si mati. Al-Subki berhujah, berdasarkan kepada hadis bahawa sebahagian dari ayat al-Quran apabila dibaca dengan tujuan memberi manfaat dengannya kepada si mati dan untuk meringankan bebanannya, maka ia memberi manfaat. Kerana berdasarkan hadis juga, telah sabit bahawa al-Fatihah itu apabila dibaca dengan tujuan untuk memberi manfaat kepada orang yang terkena patukan ular berbisa, maka ia memberi manfaat.
Oleh itu, apabila ia bermanfaat kepada orang hidup dengan adanya niat dan tujuan, maka sudah tentu lebih utama lagi memberi manfaat kepada orang mati dengan bacaannya. (Lihat, al-Feqh al-Islami, Dr Wahbah al-Zuhaili, vol. 2, hal. 550-552)
Sampai Atau Tidak: Pendapat Hasan Bandung
Sekarang kita lihat juga pendapat A. Hasan atau lebih dikenali sebagai Hasan Bandung di dalam bukunya Soaljawab. Beliau adalah dari kelompok alla mazhabiyah atau tidak bermazhab. Beliau menolak pendapat amalan orang hidup sampai kepada si mati.
Baginya, yang sampai hanyalah doa dari orang hidup agar Allah mengampunkan si mati, juga perkara-perkara yang dilakukan oleh si mati yang menyebabkan pahala itu berterusan, seperti mewakafkan tanah, ilmu yang pernah diajarkannya dan meninggalkan anak yang soleh. Dan, beliau berpegang kepada konsep seseorang itu tidak akan mendapat balasan melainkan melalui apa yang diamalkannya sahaja. Oleh itu beliau menolak hadis-hadis sahih yang dikatanya bertentangan dengan konsep berkenaan. Alasannya ialah, ia bertentangan dengan al-Quran.
Berikut ini adalah pendapat beliau:
Soal:
Hadiah-hadiah dari orang hidup kepada si mati serta bacaan-bacaan Quran, dzikir dan lainnya, adakah sampai kepada si mati? Kalau tuan kata sampai, maka sampainya itu kepada rohnya atau kepada jasadnya, kepada kuburnya atau lain daripada kuburnya? Kalau tidak kepada kuburnya ke manakah pergi roh itu?
Jawab:
Tentang menghadiahkan bacaan Quran, tahlil dan lain-lain bacaan itu tidak ada satu pun keterangan dari Quran atau hadits. Adapun menghajikan atau mempuasakan si mati itu sungguhpun ada hadits yang membolehkannya tetapi lantaran hadits itu berlawanan dengan ayat Quran, maka walaupun hadits itu sahih riwayatnya tidak boleh dijadikan dalil.
Di dalam al-Quran ada tersebut:
Di hari qiamat ini tidak seorangpun dianiaya walaupun sedikit dan tidak akan dibalas kamu melainkan (menurut) apa yang telah kamu kerjakan. (Yasin:54)
Dan firman Allah:
Bahawasanya manusia tidak akan dapat (pahala) melainkan (dari) apa yang ia telah usahakan. (An-Najm:39)
Dua ayat itu dengan terang menyebut bahawa seorang tidak akan dapat balasan pahala melainkan dari amalnya yang ia telah kerjakan sendiri, ya'ni ia tidak akan dapat pahala dari perbuatan orang lain yang diniatkan untuknya.
Begitu juga lain ayat ada tersebut bahawa dosa seorang itu tidak akan dipikul oleh seorang yang lain.
Menurut fikiran dan menurut qaidah ulama hadits dan ulama fiqih dan sekelian ulama Islam, bahawa hadits yang shahih itu ialah shahih riwayatnya dan tidak berlawanan dengan Quran.
Maka oleh sebab ada ayat yang mengatakan seorang tidak akan dapat melainkan pahala perbuatan sendiri, maka hadits-hadits yang membolehkan seorang berbuat ibadah untuk orang lain itu tidak boleh dipakai.
Kita tidak pakai itu bukan lantaran mengatakan nabi kita iatu salah atau berdusta, tidak sekali-kali. Tetapi kita tidak dapat mempercayai yang nabi ada berkata begitu, ya'ni perkataan itu bukan hadits nabi, hanya orang-orang katakan itu hadits nabi. Ayat yang kedua tadi itu ada sebahagian ulama berkata sudah mansukh. Ma'na mansukh itu ialah dihapuskan hukumnya.
Di sini pembaca mesti ingat bahawa Quran itu firman ALlah yang suci. Firman Allah tidak boleh siapa-siapa hapuskan melainkan Allah sendiri atau rasul-Nya dengan izinNya. Adakah Allah dan rasulNya berkata: Ayat sudah mansukh? Kalau ada kami akan terima di atas kepala.
Jadi oleh sebab sekelian hadiah dari si hidup itu tidak sampai kepada si mati, bahkan yang demikian itu satu perbuatan yang salah, maka tak perlu kami jawab tentang ruh si mati di mana tempatnya.
Insyaallah di lain kali kalau ada kelapangan akan kami terangkan dari hal ruh itu lantaran hal ini perlu kepada pemeriksaan yang luas. (Lihat Soaljawab, juz 4, hal 1365-1366)
Dalam satu soaljawab lain pula, Hasan bandung berkata:
Soal:
Di tempat saya, kalau mereka mau hadiahkan al-fatihah atau terhidang makanan kenduri, sering mereka ucapkan: Ila hadratin Nabi al-Musthafa Muhamad s.a.w. syai'un lillahil Fatihah....
Bergunakah ucapan itu?
Jawab:
Tidak ada satupun yang akan bisa memberi manfaat kepada si mati, melainkan doa dari orang yang hidup supaya Allah ampunkan dia dan pahala dari harta waqafnya, dan pahala dari ilmunya yang digunakan orang, dan pahala meninggalkan anak yang saleh yang bisa mendoakan dia.
Oleh sebab itu bacaan al-fatihah dan sebagainya yang dibaca buat hadiahkan pahlanya kepada si mati, tidak bisa sampai samasekali.
Dari ayat:
Bahawa seorang tidak akan dapat (pahla) melainkan apa yang ia telah kerjakan itu, imam Syafi'i faham, apapun bacaan yang dikerjakan orang untuk si mati itu tidak akan sampai kepadanya.
Adapun perkataan ila hadrati itu hanya serangkai kalimat arab yang asalnya dibikin oleh pak-pak lebai tukang tahlil dari Hadramaut, lalu diturut oleh pak-pak lebai sebelah sini.
Perkataan itu tidak berguna apa-apa, kecuali mengabui mata orang-orang yang sangka, bahwa tiap-tiap kalimah Arab itu kalau diucapkan dapat pahala dan menyangka, bahwa pahla yang ia mau kirim kepada si mati itu, tidak akan sampai kalau tidak dengan bahasa arab. (Ibid. 1367, Hasan Bandung)
Penutup:
Dapat disimpulkan bahawa:
1. Menurut jumhur ulama salaf, mutaakhir Syafi'i dan Maliki, pahala amalan orang hidup itu sampai kepada si mati, sama ada ia ibadah badaniyah ataupun bukan, seperti doa, istighfar, sedekah dan sebagainya.
2. Mutaqaddimin Syafi'iyah dan Malikiah mengatakan pahala dari ibadah badaniyah tidak sampai kepada si mati.
3. Hasan Bandung dan yang sealiran dengannya mengatakan bahawa yang sampai kepada si mati hanyalah doa dari orang yang hidup supaya Allah ampunkan dia dan pahala dari harta waqafnya, dan pahala dari ilmunya yang digunakan orang, dan pahala meninggalkan anak yang saleh yang boleh mendoakannya. Beliau menolak hadis-hadis sahih yang menunjukkan sampai pahala puasa dan haji kerana dianggapnya bertentangan dengan nash al-Quran.
4. Sebahagian ahli kalam mengatakan bahawa tidak ada satupun yang dapat sampai kepada si mati, samada doa, istighfar atau lainnya.
Teks fatwa Syeikh Ahmad bin Abdul Halim Ibn Taimiah (lihat: Majmu’ Fatwa Jilid 24/306-313)
مجموع فتاوى ابن تيمية - (ج 5 / ص 466)
وَسُئِلَ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى عَنْ قَوْله تَعَالَى { وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إلَّا مَا سَعَى } وَقَوْلِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ { إذَا مَاتَ ابْنُ آدَمَ انْقَطَعَ عَمَلُهُ إلَّا مِنْ ثَلَاثٍ صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ } فَهَلْ يَقْتَضِي ذَلِكَ إذَا مَاتَ لَا يَصِلُ إلَيْهِ شَيْءٌ مِنْ أَفْعَالِ الْبِرِّ ؟ .
الْجَوَابُ
فَأَجَابَ : الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ . لَيْسَ فِي الْآيَةِ وَلَا فِي الْحَدِيثِ أَنَّ الْمَيِّتَ لَا يَنْتَفِعُ بِدُعَاءِ الْخَلْقِ لَهُ وَبِمَا يُعْمَلُ عَنْهُ مِنْ الْبِرِّ بَلْ أَئِمَّةُ الْإِسْلَامِ مُتَّفِقُونَ عَلَى انْتِفَاعِ الْمَيِّتِ بِذَلِكَ وَهَذَا مِمَّا يُعْلَمُ بِالِاضْطِرَارِ مِنْ دِينِ الْإِسْلَامِ وَقَدْ دَلَّ عَلَيْهِ الْكِتَابُ وَالسُّنَّةُ وَالْإِجْمَاعُ فَمَنْ خَالَفَ ذَلِكَ كَانَ مِنْ أَهْلِ الْبِدَعِ . قَالَ اللَّهُ تَعَالَى : { الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ } { رَبَّنَا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدْتَهُمْ وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ إنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ } { وَقِهِمُ السَّيِّئَاتِ وَمَنْ تَقِ السَّيِّئَاتِ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمْتَهُ } . فَقَدْ أَخْبَرَ سُبْحَانَهُ أَنَّ الْمَلَائِكَةَ يَدْعُونَ لِلْمُؤْمِنِينَ بِالْمَغْفِرَةِ وَوِقَايَةِ الْعَذَابِ وَدُخُولِ الْجَنَّةِ وَدُعَاءُ الْمَلَائِكَةِ لَيْسَ عَمَلًا لِلْعَبْدِ . وَقَالَ تَعَالَى : { وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ } وَقَالَ الْخَلِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ رَبِّ { اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ } وَقَالَ نُوحٌ عَلَيْهِ السَّلَامُ { رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ } فَقَدْ ذَكَرَ اسْتِغْفَارَ الرُّسُلِ لِلْمُؤْمِنِينَ أَمْرًا بِذَلِكَ وَإِخْبَارًا عَنْهُمْ بِذَلِكَ . وَمِنْ السُّنَنِ الْمُتَوَاتِرَةِ الَّتِي مَنْ جَحَدَهَا كَفَرَ : صَلَاةُ الْمُسْلِمِينَ عَلَى الْمَيِّتِ وَدُعَاؤُهُمْ لَهُ فِي الصَّلَاةِ . وَكَذَلِكَ شَفَاعَةُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَإِنَّ السُّنَنَ فِيهَا مُتَوَاتِرَةٌ بَلْ لَمْ يُنْكِرُ شَفَاعَتَهُ لِأَهْلِ الْكَبَائِرِ إلَّا أَهْلُ الْبِدَعِ بَلْ قَدْ ثَبَتَ أَنَّهُ يَشْفَعُ لِأَهْلِ الْكَبَائِرِ وَشَفَاعَتُهُ دُعَاؤُهُ وَسُؤَالُهُ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى . فَهَذَا وَأَمْثَالُهُ مِنْ الْقُرْآنِ وَالسُّنَنِ الْمُتَوَاتِرَةِ وَجَاحِدُ مِثْلِ ذَلِكَ كَافِرٌ بَعْدَ قِيَامِ الْحُجَّةِ عَلَيْهِ . وَالْأَحَادِيثُ الصَّحِيحَةُ فِي هَذَا الْبَابِ كَثِيرَةٌ مِثْلُ مَا فِي الصِّحَاحِ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا - { أَنَّ رَجُلًا قَالَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إنَّ أُمِّي تُوُفِّيَتْ أَفَيَنْفَعُهَا أَنْ أَتَصَدَّقَ عَنْهَا ؟ قَالَ : نَعَمْ قَالَ : إنَّ لِي مَخْرَفًا - أَيْ بُسْتَانًا - أُشْهِدُكُمْ أَنِّي تَصَدَّقْت بِهِ عَنْهَا } وَفِي الصَّحِيحَيْنِ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا { أَنَّ رَجُلًا قَالَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إنَّ أُمِّي افْتَلَتَتْ نَفْسَهَا وَلَمْ تُوصِ وَأَظُنُّهَا لَوْ تَكَلَّمَتْ تَصَدَّقَتْ فَهَلْ لَهَا أَجْرٌ إنْ تَصَدَّقْت عَنْهَا ؟ قَالَ : نَعَمْ } . وَفِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ { أَنَّ رَجُلًا قَالَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إنَّ أَبِي مَاتَ وَلَمْ يُوصِ أَيَنْفَعُهُ إنْ تَصَدَّقْت عَنْهُ ؟ قَالَ : نَعَمْ } . وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ العاص : { أَنَّ العاص بْنَ وَائِلٍ نَذَرَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ أَنْ يَذْبَحَ مِائَةَ بَدَنَةٍ وَأَنَّ هِشَامَ بْنَ العاص نَحَرَ حِصَّتَهُ خَمْسِينَ وَأَنَّ عَمْرًا سَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ ذَلِكَ فَقَالَ : أَمَّا أَبُوك فَلَوْ أَقَرَّ بِالتَّوْحِيدِ فَصُمْت عَنْهُ أَوْ تَصَدَّقْت عَنْهُ نَفَعَهُ ذَلِكَ } وَفِي سُنَنِ الدارقطني : أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ إنَّ لِي أَبَوَيْنِ وَكُنْت أَبَرُّهُمَا حَالَ حَيَاتِهِمَا . فَكَيْفَ بِالْبِرِّ بَعْدَ مَوْتِهِمَا ؟ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ { إنَّ مِنْ بَعْدِ الْبِرِّ أَنْ تُصَلِّيَ لَهُمَا مَعَ صَلَاتِك وَأَنْ تَصُومَ لَهُمَا مَعَ صِيَامِك وَأَنْ تَصَدَّقَ لَهُمَا مَعَ صَدَقَتِك } . وَقَدْ ذَكَرَ مُسْلِمٌ فِي أَوَّلِ كِتَابِهِ عَنْ أَبِي إسْحَاقَ الطالقاني قَالَ : قُلْت لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُبَارَكِ : يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحَدِيثُ الَّذِي جَاءَ { إنَّ الْبِرَّ بَعْدَ الْبِرِّ أَنْ تُصَلِّيَ لِأَبَوَيْك مَعَ صَلَاتِك وَتَصُومَ لَهُمَا مَعَ صِيَامِك ؟ } قَالَ عَبْدُ اللَّهِ : يَا أَبَا إسْحَاقَ عَمَّنْ هَذَا ؟ قُلْت لَهُ : هَذَا مِنْ حَدِيثِ شِهَابِ بْنِ خِرَاشٍ قَالَ : ثِقَةٌ قُلْت : عَمَّنْ ؟ قَالَ عَنْ الْحَجَّاجِ بْنِ دِينَارٍ . فَقَالَ : ثِقَةٌ عَمَّنْ ؟ قُلْت : عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : يَا أَبَا إسْحَاقَ إنَّ بَيْنَ الْحَجَّاجِ وَبَيْنَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَفَاوِزَ تُقْطَعُ فِيهَا أَعْنَاقُ الْمَطِيِّ وَلَكِنْ لَيْسَ فِي الصَّدَقَةِ اخْتِلَافٌ ، وَالْأَمْرُ كَمَا ذَكَرَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ فَإِنَّ هَذَا الْحَدِيثَ مُرْسَلٌ . وَالْأَئِمَّةُ اتَّفَقُوا عَلَى أَنَّ الصَّدَقَةَ تَصِلُ إلَى الْمَيِّتِ وَكَذَلِكَ الْعِبَادَاتُ الْمَالِيَّةُ : كَالْعِتْقِ . وَإِنَّمَا تَنَازَعُوا فِي الْعِبَادَاتِ الْبَدَنِيَّةِ : كَالصَّلَاةِ وَالصِّيَامِ وَالْقِرَاءَةِ وَمَعَ هَذَا فَفِي الصَّحِيحَيْنِ عَنْ عَائِشَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا - عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : { مَنْ مَاتَ وَعَلَيْهِ صِيَامٌ صَامَ عَنْهُ وَلِيُّهُ } وَفِي الصَّحِيحَيْنِ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - { أَنَّ امْرَأَةً قَالَتْ يَا رَسُولَ اللَّهِ إنَّ أُمِّي مَاتَتْ وَعَلَيْهَا صِيَامُ نَذْرٍ قَالَ : أَرَأَيْت إنْ كَانَ عَلَى أُمِّك دَيْنٌ فقضيتيه أَكَانَ يُؤَدِّي ذَلِكَ عَنْهَا ؟ قَالَتْ : نَعَمْ قَالَ : فَصُومِي عَنْ أُمِّك . } وَفِي الصَّحِيحِ عَنْهُ : { أَنَّ امْرَأَةً جَاءَتْ إلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ : إنَّ أُخْتِي مَاتَتْ وَعَلَيْهَا صَوْمُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ قَالَ : أَرَأَيْت لَوْ كَانَ عَلَى أُخْتِك دَيْنٌ أَكُنْت تَقْضِيهِ ؟ قَالَتْ : نَعَمْ قَالَ فَحَقُّ اللَّهِ أَحَقُّ } وَفِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بريدة بْنِ حصيب عَنْ أَبِيهِ : { أَنَّ امْرَأَةً أَتَتْ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ : إنَّ أُمِّي مَاتَتْ وَعَلَيْهَا صَوْمُ شَهْرٍ أَفَيُجْزِي عَنْهَا أَنْ أَصُومَ عَنْهَا قَالَ : نَعَمْ } . فَهَذِهِ الْأَحَادِيثُ الصَّحِيحَةُ صَرِيحَةٌ فِي أَنَّهُ يُصَامُ عَنْ الْمَيِّتِ مَا نَذَرَ وَأَنَّهُ شُبِّهَ ذَلِكَ بِقَضَاءِ الدَّيْنِ . وَالْأَئِمَّةُ تَنَازَعُوا فِي ذَلِكَ وَلَمْ يُخَالِفْ هَذِهِ الْأَحَادِيثَ الصَّحِيحَةَ الصَّرِيحَةَ مَنْ بَلَغَتْهُ وَإِنَّمَا خَالَفَهَا مَنْ لَمْ تَبْلُغْهُ وَقَدْ تَقَدَّمَ حَدِيثُ عَمْرٍو بِأَنَّهُمْ إذَا صَامُوا عَنْ الْمُسْلِمِ نَفَعَهُ . وَأَمَّا الْحَجُّ فَيُجْزِي عِنْدَ عَامَّتِهِمْ لَيْسَ فِيهِ إلَّا اخْتِلَافٌ شَاذٌّ . وَفِي الصَّحِيحَيْنِ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا { أَنَّ امْرَأَةً مِنْ جُهَيْنَةَ جَاءَتْ إلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ : إنَّ أُمِّي نَذَرَتْ أَنْ تَحُجَّ فَلَمْ تَحُجَّ حَتَّى مَاتَتْ أَفَأَحُجُّ عَنْهَا ؟ فَقَالَ : حُجِّي عَنْهَا أَرَأَيْت لَوْ كَانَ عَلَى أُمِّك دَيْنٌ أَكُنْت قَاضِيَتُهُ عَنْهَا ؟ اقْضُوا اللَّهَ فَاَللَّهُ أَحَقُّ بِالْوَفَاءِ } وَفِي رِوَايَةِ الْبُخَارِيِّ : { إنَّ أُخْتِي نَذَرَتْ أَنْ تَحُجَّ } وَفِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ عَنْ بريدة { أَنَّ امْرَأَةً قَالَتْ : يَا رَسُولَ اللَّهِ إنَّ أُمِّي مَاتَتْ وَلَمْ تَحُجَّ أَفَيُجْزِي - أَوْ يَقْضِي - أَنْ أَحُجَّ عَنْهَا قَالَ : نَعَمْ } . فَفِي هَذِهِ الْأَحَادِيثِ الصَّحِيحَةِ : " أَنَّهُ أَمَرَ بِحَجِّ الْفَرْضِ عَنْ الْمَيِّتِ وَبِحَجِّ النَّذْرِ " . كَمَا أَمَرَ بِالصِّيَامِ . وَأَنَّ الْمَأْمُورَ تَارَةً يَكُونُ وَلَدًا وَتَارَةً يَكُونُ أَخًا وَشَبَّهَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَلِكَ بِالدَّيْنِ يَكُونُ عَلَى الْمَيِّتِ ، وَالدَّيْنُ يَصِحُّ قَضَاؤُهُ مِنْ كُلِّ أَحَدٍ فَدَلَّ عَلَى أَنَّهُ يَجُوزُ أَنْ يَفْعَلَ ذَلِكَ مِنْ كُلِّ أَحَدٍ لَا يَخْتَصُّ ذَلِكَ بِالْوَلَدِ . كَمَا جَاءَ مُصَرَّحًا بِهِ فِي الْأَخِ . فَهَذَا الَّذِي ثَبَتَ بِالْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ وَالْإِجْمَاعِ عِلْمٌ مُفَصَّلٌ مُبَيَّنٌ ، فَعُلِمَ أَنَّ ذَلِكَ لَا يُنَافِي قَوْلَهُ : { وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إلَّا مَا سَعَى } { إذَا مَاتَ ابْنُ آدَمَ انْقَطَعَ عَمَلُهُ إلَّا مِنْ ثَلَاثٍ } بَلْ هَذَا حَقٌّ وَهَذَا حَقٌّ . أَمَّا الْحَدِيثُ فَإِنَّهُ قَالَ : { انْقَطَعَ عَمَلُهُ إلَّا مِنْ ثَلَاثٍ : صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ } فَذِكْرُ الْوَلَدِ وَدُعَاؤُهُ لَهُ خَاصَّيْنِ ؛ لِأَنَّ الْوَلَدَ مِنْ كَسْبِهِ كَمَا قَالَ : { مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ } قَالُوا : إنَّهُ وَلَدُهُ ، وَكَمَا قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ { إنَّ أَطْيَبَ مَا أَكَلَ الرَّجُلُ مِنْ كَسْبِهِ وَإِنَّ وَلَدَهُ مِنْ كَسْبِهِ } . فَلَمَّا كَانَ هُوَ السَّاعِيَ فِي وُجُودِ الْوَلَدِ كَانَ عَمَلُهُ مِنْ كَسْبِهِ بِخِلَافِ الْأَخِ وَالْعَمِّ وَالْأَبِ وَنَحْوِهِمْ . فَإِنَّهُ يَنْتَفِعُ أَيْضًا بِدُعَائِهِمْ بَلْ بِدُعَاءِ الْأَجَانِبِ لَكِنْ لَيْسَ ذَلِكَ مِنْ عَمَلِهِ . وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : { انْقَطَعَ عَمَلُهُ إلَّا مِنْ ثَلَاثٍ . . } لَمْ يَقُلْ : إنَّهُ لَمْ يَنْتَفِعْ بِعَمَلِ غَيْرِهِ . فَإِذَا دَعَا لَهُ وَلَدُهُ كَانَ هَذَا مِنْ عَمَلِهِ الَّذِي لَمْ يَنْقَطِعْ وَإِذَا دَعَا لَهُ غَيْرُهُ لَمْ يَكُنْ مِنْ عَمَلِهِ لَكِنَّهُ يَنْتَفِعُ بِهِ . وَأَمَّا الْآيَةُ فَلِلنَّاسِ عَنْهَا أَجْوِبَةٌ مُتَعَدِّدَةٌ . كَمَا قِيلَ : إنَّهَا تَخْتَصُّ بِشَرْعِ مَنْ قَبْلَنَا وَقِيلَ : إنَّهَا مَخْصُوصَةٌ وَقِيلَ : إنَّهَا مَنْسُوخَةٌ وَقِيلَ : إنَّهَا تَنَالُ السَّعْيَ مُبَاشَرَةً وَسَبَبًا ، وَالْإِيمَانُ مِنْ سَعْيِهِ الَّذِي تَسَبَّبَ فِيهِ ، وَلَا يَحْتَاجُ إلَى شَيْءٍ مِنْ ذَلِكَ بَلْ ظَاهِرُ الْآيَةِ حَقٌّ لَا يُخَالِفُ بَقِيَّةَ النُّصُوصِ ، فَإِنَّهُ قَالَ : { لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إلَّا مَا سَعَى } وَهَذَا حَقٌّ فَإِنَّهُ إنَّمَا يَسْتَحِقُّ سَعْيَهُ فَهُوَ الَّذِي يَمْلِكُهُ وَيَسْتَحِقُّهُ . كَمَا أَنَّهُ إنَّمَا يَمْلِكُ مِنْ الْمَكَاسِبِ مَا اكْتَسَبَهُ هُوَ . وَأَمَّا سَعْيُ غَيْرِهِ فَهُوَ حَقٌّ وَمِلْكٌ لِذَلِكَ الْغَيْرِ لَا لَهُ لَكِنْ هَذَا لَا يَمْنَعُ أَنْ يَنْتَفِعَ بِسَعْيِ غَيْرِهِ كَمَا يَنْتَفِعُ الرَّجُلُ بِكَسْبِ غَيْرِهِ . فَمَنْ صَلَّى عَلَى جِنَازَةٍ فَلَهُ قِيرَاطٌ فَيُثَابُ الْمُصَلِّي عَلَى سَعْيِهِ الَّذِي هُوَ صَلَاتُهُ وَالْمَيِّتُ أَيْضًا يُرْحَمُ بِصَلَاةِ الْحَيِّ عَلَيْهِ كَمَا قَالَ : { مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَمُوتُ فَيُصَلِّي عَلَيْهِ أُمَّةٌ مِنْ الْمُسْلِمِينَ يَبْلُغُونَ أَنْ يَكُونُوا مِائَةً وَيُرْوَى أَرْبَعِينَ وَيُرْوَى ثَلَاثَةَ صُفُوفٍ وَيُشَفَّعُونَ فِيهِ إلَّا شُفِّعُوا فِيهِ - أَوْ قَالَ إلَّا غُفِرَ لَهُ - } فَاَللَّهُ تَعَالَى يُثِيبُ هَذَا السَّاعِيَ عَلَى سَعْيِهِ الَّذِي هُوَ لَهُ وَيَرْحَمُ ذَلِكَ الْمَيِّتَ بِسَعْيِ هَذَا الْحَيِّ لِدُعَائِهِ لَهُ وَصَدَقَتِهِ عَنْهُ وَصِيَامِهِ عَنْهُ وَحَجِّهِ عَنْهُ . وَقَدْ ثَبَتَ فِي الصَّحِيحِ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ : { مَا مِنْ رَجُلٍ يَدْعُو لِأَخِيهِ دَعْوَةً إلَّا وَكَّلَ اللَّهُ بِهِ مَلَكًا كُلَّمَا دَعَا لِأَخِيهِ دَعْوَةً قَالَ الْمَلَكُ الْمُوَكَّلُ بِهِ : آمِينَ ، وَلَك بِمِثْلِهِ } . فَهَذَا مِنْ السَّعْيِ الَّذِي يَنْفَعُ بِهِ الْمُؤْمِنُ أَخَاهُ يُثِيبُ اللَّهُ هَذَا وَيَرْحَمُ هَذَا ، { وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إلَّا مَا سَعَى } وَلَيْسَ كُلُّ مَا يَنْتَفِعُ بِهِ الْمَيِّتُ أَوْ الْحَيُّ أَوْ يُرْحَمُ بِهِ يَكُونُ مِنْ سَعْيِهِ بَلْ أَطْفَالُ الْمُؤْمِنِينَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ مَعَ آبَائِهِمْ بِلَا سَعْيٍ فَاَلَّذِي لَمْ يَجُزْ إلَّا بِهِ أَخَصُّ مِنْ كُلِّ انْتِفَاعٍ ؛ لِئَلَّا يَطْلُبَ الْإِنْسَانُ الثَّوَابَ عَلَى غَيْرِ عَمَلِهِ وَهُوَ كَالدَّيْنِ يُوَفِّيهِ الْإِنْسَانُ عَنْ غَيْرِهِ فَتَبْرَأُ ذِمَّتُهُ لَكِنْ لَيْسَ لَهُ مَا وَفَّى بِهِ الدَّيْنَ وَيَنْبَغِي لَهُ أَنْ يَكُونَ هُوَ الْمُوَفِّي لَهُ وَاَللَّهُ أَعْلَمُ .
Kategori Berita:
Al-Quran dan al-Hadis
http://www.al-ahkam.net/home/pahala-al-fatihah-sampai-kepada-si-mati
Tiada ulasan:
Catat Ulasan